أهم العناوينمقالات

الحركة الطلابية الفلسطينية: إلى أين؟

الحركة الطلابية هي ظاهرة اجتماعية فرضت نفسها على الصعيد العالمي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتتميز الحركة بكونها جزء لا يتجزأ من الحركة الاجتماعية العامة ومن خصائصها أنها ثورية، مستقلة وتحررية، كما أنها جزء لا يتجزأ من الحركة الشبابية العامة. وقد ارتبط مفهوم الحركة الطلابية بمفهوم الاحتجاجات الطلابية (students protest)، ويرى مبارك الموساوي أن الحركة الطلابية ”تمثل حركة اجتماعية تحررية رافضة بطبيعتها؛ إنها حركة وليدة التناقضات التي يعيشها المجتمع، مما يخول لها، وبحكم التماسك والتكتل الممكن تحقيقه داخل الكيان الطلابي، وحدة الفعل وشمولية الموقف. من هذا المنطلق يمكن القول أن مفهوم الحركة الطلابية يدور في فلك” التحرك الجماعي الذي ينظمه الطلبة داخل الجامعات أو خارجها للتعبير عن وجهات نظرهم حول قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك.

تشكلت الحركة الطلابية على الصعيد العالمي من جسمين: الأول هو اتحاد الطلاب العالمي International Union of Students الذي تشكل في أوربا عام 1946، بينما الجسم الآخر هو المؤتمر الطلابي العالمي International Students Confrence والذي تشكل نتيجة خروج عدد من الحركات الطلابية عن التبعية لإتحاد الطلاب العالمي في عام 1950، خاصة الدول الاسكندينافية والدول الأنجلو-أمريكية ودول غرب أوربا.[1]

نشأة الحركة الطلابية الفلسطينية

لا تاريخ محدد لبداية الحركة الطلابية الفلسطينية، لكن المقاربات تتحدث عما قبل النكبة 1948، حين تشكلت مجموعات من الروابط الطلابية والمنتديات الثقافية الشبابية والأدبية في فلسطين، وكان جزء من نشاطاتها يقوم على مقاومة الصهيونية وهجماتها الاستيطانية. فقد أسس الطلبة الفلسطينيون الدارسون في الأزهر الشريف عام 1914، جمعية “مقاومة الصهيونية” التي عمدت إلى مقاومة الوجود الصهيوني بكل الوسائل الممكنة على أرض فلسطين، وعملت على تأسيس فروع للجمعية في سوريا ولبنان بهدف تنشيط ودعم النشاطات الاقتصادية والزراعية، لكن التاريخ البارز في فعالية الحركة الطلابية، كان في سبتمبر عام 1959، وذلك عند تأسيس ما يعرف بـ”الاتحاد العام لطلبة فلسطين”.[2]

دور الحركة الطلابية في الانتفاضتين:

لعبت الجامعات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة الدور البارز في تشكيل صيغ المواجهة والنضال الجماهيري الأكثر عمومية وتنظيمية وانضباطاً، فهي الحاضنات المقاومة التي مكنت الأسرى من إعادة انتاج تجربتهم في أوساط شعبهم فتصدرت الحركة الطلابية داخل الأرض المحتلة المسيرة النضالية بعد تجربة البلديات عام 76م، حتى أن خريجيها الذين استطاعت المؤسسات استيعابهم قد لعبوا دوراً في تصليب عود الوطنية الاجتماعية الاقتصادية والإعلامية ولعبوا دوراً بارزاً في نقل وترجمة التجربة الجامعية النضالية لفعل شعبي مؤطر على مستوى مواقع سكناهم يداً بيد مع المعتقلين والكادر المتنافي في موقع سكناه. وهذا ساهم بفعالية في جسر الهوة التي تحول دون دخول فكرة الثورة ومقارعة الاحتلال لكل أسرة وبيت، وكل ذلك في سياق تعبوي مستمر وبتفاعل جاد عمل على اختصار فكره السرية في العمل النضالي المؤهلة للاقتراب من الشعب وليس فقط في إطار النخبة، كل ذلك دفع الاحتلال لإغلاق كل المؤسسات التعليمية في الأرض المحتلة.[3]

الكاتب والباحث في مركز الميدان الأستاذ ثامر سباعنه تحدث عن الحركة الطلابية في فلسطين قائلا:

شكلت الحركة الطلابية في فلسطين عامل مهم في الحراك الوطني الفلسطيني طيلة التاريخ الفلسطيني، وكان لها الأثر الواضح في تاريخ النضال الفلسطيني سواء كان من خلال المشاركة المباشرة الفاعلة للحركة الطلابية بالفعل على الأرض، أو من خلال رفد المجتمع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بالشخصيات الفاعلة المؤثرة التي كان لها الأثر الواضح في تاريخ القضية الفلسطينية، ولكن في السنوات الأخيره – وتحديدا- بعد الانقسام الفلسطيني الفلسطيني حصل تراجع واضح وكبير في دور الحركة الطلابية وباتت الحركة الطلابية مستهدفه بشكل واضح سواء منة الاحتلال (الذي كان بالاصل يستهدفها منذ نشأتها) إضافة إلى استهداف السلطة الوطنية بأجهزتها الأمنية وقوانين وتعامل إدارات الجامعات الفلسطينية مع الحركة الطلابية، كل ذلك أدى لتراجع واضح في دور الحركة الطلابية.

وأضاف سباعنة أن الحديث هنا عن تراجع دور الحركة الطلابية لا أقصد به الكتلة الإسلامية فقط، بل أيضا تراجع دور حركة الشبيبة الطلابية التي باتت تعتبر حزب السلطة وبالتالي باتت تتأثر بالنظرة السلبية التي ينظر المواطن الفلسطيني للسلطة الوطنية، إضافة إلى كون عدد من أفراد الشبيبة الطلابية أفرادا وعناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكل ذلك ساهم في تراجع دور حركة الشبيبه الطلابية.

الباحث ياسر مناع يتحدث عن الحركة الطلابية في فلسطين قائلا:

الحركات الطلابية في الجامعات أعتقد أنها مرت بفترتين الأول في الثمانينيات حتى ٢٠٠٧  كانت الجامعة معقل أساسي للفصائل الفلسطينية من حيث التنظيم والتعبئة والتوجيه وصقل الوعي الوطني،  حتى بلغت الانتفاضة الثانية، وبالتالي فإن الجامعات كانت تخرج للمجتمع قيادات سياسية وعسكرية، لذا  من هذا الدور الاحتلال حتى اليوم يعطي الجامعات أولوية خاصة بحملات الاعتقال والملاحقة، حصار جامعة النجاح في الثمانينيات مثال على ذلك، بعد الانقسام وبسبب حالة التفرد والاحتكار السياسي الذي انتهجته السلطة، بدأ العمل الطلابي في تراجع حاد حتى سنوات قليلة، غيب الطلبة عن مقاعد الدراسة بسبب الاعتقالات كذلك بعض دكاترة الجامعات، مما أوجد جيلًا مختلفًا عن السابق.

وأضاف مناع: لكن هنالك محاولات للنهوض والاستمرار كبيرزيت مثلًا، اضف الى ذلك من أهم العوامل التي تساهم في عمل الكتلة الطلابية من حيث التسهيل أو الإعاقة، هي إدارة الجامعة ومدى ارتهانها للأجندات السياسية، بمعنى أن هنالك تباينا بين السياسات الإداري، فإدارة جامعة النجاح تختلف كليًا عن إدارة جامعة بيرزيت، على الصعيد الداخلي للفصائل حيث تولي اهتمامها للجامعات المركزية بشكل أساس، مما يؤثر على الجامعات الأخرى مثل القدس المفتوحة وهذا يوثر على نوعية العمل الطلابي وتأثير القيادات الطلابية في الجامعة والمجتمع.

—المراجع———————————————————————————————————————

[1]  عبدالعالي الصغري:اضاءات على الحركة الطلابية العالمية

[2]  معاذ العامودي:الحركة الطلابة الفلسطينية تاريخ من النضال

[3]  موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني وفا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى