رياضي

لمحات من مونديال قطر 2022

انتهت أدوار المجموعات في مونديال قطر 2022 والتي حملت سيناريوهات غير متوقعة غادر فيها الكبار وصعدت العديد من الأحصنة السوداء على غير العادة. بطولة وصفها يوتيوبر مصري من الحاضرين في قطر بأنها بطولة “ملهاش كتالوج”، دعونا نسلط الضوء على عدد من الأحداث التي صاحبتنا في الدور الأول.

33 منتخباً يشارك في البطولة!

من المعروف أن بطولة كأس العالم الحالية هي النسخة الأخيرة بنظام الـ32 فريقا، قبل أن يصبح عدد المنتخبات المشاركة 48 ابتداءً من النسخة المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لكن هل يعقل أن تكون النسخة الحالية بحضور 33؟ منطقيا الإجابة لا، لكن الحضور المكثف للأعلام الفلسطينية بين الجماهير العربية والعالمية مع كل مباراة جعل من فلسطين الدولة المشاركة رقم 33 في البطولة، احتفالات لاعبي المغرب بعد تأهلها للدور الثاني على أرض الملعب واحتفالات الجماهير المغربية والتونسية والعربية بشكلٍ عام في شوارع الدوحة كانت بالهتاف لفلسطين ونصرةً لقضيتها وشهداءها بالهتاف المعروف “يا الحبيبة يا فلسطين”.

حضور فلسطين لم يقتصر على الجماهير العربية، فالجماهير اليابانية والغربية كانت حاضرةً بالتلويح بأعلام فلسطين ووضع إشاراتها على أيديهم في حملة أحبطت مراسل القناة الإسرائيلية في الدوحة والذي اعترف أن تطبيع العلاقات مع الشعوب العربية أمر مستحيل.

بطولة المفاجآت

كثير من المفاجآت التي جعلت مشجعي الساحرة المستديرة منبهرين من هول المفاجأة التي حدثت، فميسي ورفاقه وقفوا عاجزين أمام صقور السعودية، في مفاجأةٍ لم يحسب حسابها أشد المتفائلين. الكمبيوتر الياباني كذلك أبهر الخصوم ومشجعيهم في ظل مباغتته لأبطال العالم 2010 و2014 (اسبانيا وألمانيا)، ليتأهل الساموراي متصدراً مجموعته ومرسلاً “منتخب الألوان” إلى برلين مع أول طائرة مغادرة.

الدنمارك التي كان يتوقعها الكثيرون حصاناً أسوداً وأن تصل بعيداً كما فعلت في كأس العالم 2018 ويورو 2020، إلا أن الدنمارك قررت مخالفة التوقعات والخروج من البطولة متذيلةً للترتيب مانحةً بطاقة العبور لأستراليا التي شكل تأهلها مفاجأةً أخرى لا سيما أنها تقدم مستويات متواضعة في السنوات الأخيرة.

الأوروجواي دائما ما كانت منافسةً شرسة على طريق المونديال لكن غانا التي يحمل لاعبوها انتقاماً قديماً يعود للعام 2010 عندما حرمتها الأوروجواي من الوصول لنصف النهائي بلمسة يد لويس سواريز، قاتلت ضد الأوروجواي في هذه النسخة ليخرجا سوياً من الدور الأول ويفسحا المجال لكوريا الجنوبية بالتأهل لدور الـ16. ذات الحال انطبق على المكسيك التي وجدت نفسها خارج البطولة من الدور الأول لأول مرة منذ 44 عاماً.

أرقام مميزة تحضر في نسخة قطر

بطولةٌ مليئة بالأحداث والمفاجآت ما كان لها أن تمر دون عددٍ من الأرقام المميزة، فالنسخة الحالية هي الأولى منذ العام 1994 التي لم يتمكن فيها أي فريق في المجموعات من الفوز بالمباريات الثلاثة في الدور الأول. كما أن هذه النسخة الأولى التي تشهد تأهل ثلاثة فرق آسيوية للدور الثاني (كوريا الجنوبية، اليابان، أستراليا). مباراةٌ بنكهةٍ سياسية اختتمت دور المجموعات بين سويسرا وصربيا، سويسرا التي تضم في صفوفها لاعبين مسلمين (شاكيري وتشاكا) ممن تشردوا من ديارهم في ألبانيا وكوسوفو على يد الصرب، وجود في هذه المباراة وسيلةً للانتقام من الصرب، ففازت سويسرا مصية صربيا، إلا أن الشاهد على توتر المباراة كانت توزيع الحكم لـ11 بطاقةٍ صفراء في حصيلةٍ هي الأكبر منذ كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.

 رقم آخر كان من نصيب البرازيلي دانييل ألفيش عقب مشاركته في مباراة فريق بلاده ضد الكاميرون، ليصبح أكبر لاعبٍ برازيلي مشارك في البطولة بعمر 39 عاما و210 يوما. أما العرب فكان لهم نصيبٌ من الإنجاز في هذا الدور، إذ كانت المغرب هي إحدى الفرق التي نجحت بعبور الدور الأول بدون خسارة إلى جانب إنجلترا وهولندا وكرواتيا.

كل هذا كان قد حصل في الدور الأول الذي وصفه المتابعون بأنه أكثر أدوار المجموعات إثارةً في نسخ كأس العالم، لكن أدوار خروج المغلوب ستحمل في طياتها الكثير من الإثارة والأرقام والعجائب الكروية التي ستستمر حتى الوصول لنهائي استاد لوسيل في الـ18 من الشهر الحالي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى