
عاد أبناؤنا من رياض الأطفال يوم المولد النبوي محملين بشتى التوزيعات من حلوى، وتوفي، وشوكولاتة، ولا أبالغ إن قلت أن الطفل الواحد عاد بما لا يقل عن 40 حبة منوعة، حسب الروضة وعدد الأطفال في الصف.
اجتهدت الأمهات في إرسال توزيعات للمولد مع ابنها/ابنتها، وطبع الكثيرون ملصقات شفافة أو ورقية؛ مكتوب عليها محمد صلى الله عليه وسلم، أو المولد النبوي، وقد كان مصير الملصقات، وأكياس التوزيعات سلة المهملات أو الإلقاء على الأرض!
لماذا لم تجتهد رياض الأطفال في جعل الفعالية جماعية، وفي منع وتقييد مسألة التوزيعات؟
لماذا لم توزع الأشياء المرغوب إحضارها على أطفال الصف مسبقًا كما يفعلون بفعاليات زيت الزيتون أو الفطور الجماعي أو غيرها؟
جميل أن يفرح الأطفال، وأن تفرح المرأة بصورة طفلها وهو يحمل ما اجتهدت في تحضيره لتكون كغيرها، أو أفضل من منافساتها، سواء لأجل الصورة على مواقع التواصل، أو لأجلها هي! ولكن لماذا نكلف أنفسنا عناء هذا الاستعراض؟
هذا الاستعراض يتكرر في كل مناسبة، يوم المعلم، يوم الأم، يوم التراث، يوم الطفولة، رمضان، العيد، عيد ميلاد الطفل، الفصل الجديد، إما هدايا للمعلمات، أو توزيعات للطلبة.
لماذا لا نجعل الحياة أسهل؟ ولماذا لا نستخدم الأسلوب الجماعي داخل الصف للاحتفال؟ لماذا على كل عائلة أن تتكلف بالتحضير؟
عندما كان الأمر مبادرة من أم أو اثنتين فهذا عادي جدًا، ولكن عندما يصبح إجباريًا ويلتزم به كل طفل تحت تأثير ضغط مجتمع الروضة والأمهات الذين يبتدعون ما لا لزوم له؛ فهذا يصبح تكلفًا بغير فائدة.
لو أن الروضة أو المدرسة أرسلت بطلب مبلغ ولو 5 ش لأجل نشاط ما؛ لاحتج الأهل في العموم، ولكن لأن الشيء نابع من الأم سواء برغبتها أم لا؛ فهي تدفع 10 أضعاف الخمسة شيكل كحد أدنى دون أن تشكو! فلماذا هذا كله؟
لو أن لكل روضة سياسة داخلية بخصوص الهدايا، ومساهمات الأهل، والفعاليات الجماعية، وغير ذلك لكان أفضل.
الروضة عالم الطفولة الذي يتشكل وفقًا للمنهج الذي تريد أن تنشئه فيهم، البساطة، والعفوية، والبراءة، نحن مَن يعززها ونحن مَن ينزعها، فلندع الأطفال يعيشون حياة بلا تعقيدات التكلف الاجتماعي والاستعراض.