| روح الفؤاد |

إلى من صبرت واحتسبت فراق الزوج عنها ، فكانت في الصبر المثال وفي الثبات رسوخاً كما الجبال ، وفي العفاف صفاءً طاهراً كماءٍ زلال .. رُوحَ الفُؤاد
فَدَيتُكِ رُوحِي يا رُوحَ الفؤاد
هَوَاكِ مَلاَكِيْ بِرَغَمِ الِبعَادْ
فأنت يا شطري بِكُلِ المِداد
شَرِيكَةُ عُمري في أَسْرِي وَقَهّرِي في خَطْوِي وَصَبْرِي بِدرّبِ الجِهَادْ
يا بَسمةَ رُوحِي في وَجَهِ السُجُوْن
يا نَسَمةَ لَيِليْ طَوِيلِ السُكُون
يا رسمةَ نورٍ كَبَدّرٍ تكون
يا خَيِرَ العَطايا في وَجْهِ الرزايا خُطَاكِ خُطَأيا يا زوجي المصون
أيا وَجَهَ صُبّحٍ يَبُثُ الهُيام
وخَيرً يَهِلُ كَقطرِ الغَمَام
وحُباً يُزِيحُ هُمَومَ الظْلاَم
بِقلبٍ صَبورْ وروحٍ تفور بِنَثرِ الزُهُور وفَيِضِ السَلام
تَمرُ السِنينْ وَراءَ السينينْ
وصَبرُكِ يَبْعثُ فيا اليقين
يُهَدْهِدُ رُوحِي بِذاكَ الحَنين
بِقَيّدٍ سَيُكسَرْ وسجنٍ سَيُقّهرْ وبَيتٍ سَيُعْمَّر بِشَملٍ متينْ
تَركّتُكِ قَسراً في وجهِ الخُطوب
خُطوباً تُزَلِزلَ عَصفً تجوب
فَكُنتِيْ الصَبَاحَ لِهَذِي الدُروبْ
رَعِيتّي البَنِين بنهجٍ أَمين وكُنْتِي السَكّيِنْ لهذي القلوب
إِليْكِ وَفَائِي يَا نَبّعَ الوَفَاء
حَنَانيِكِ حُبَاً كمَدِ السماء
وقَلْبٍ مُتَيم نَدِيَ الصفاء
فأنتِ شِرَاعِيْ وَمِنِكّي شُعَاعِي وفيكِ يَرَاعِي يَصوبُ البهاء
حَماكِ إلهي يا كَنْزَ الدُرّرْ
جزاكِ أُجُورً تَفُوقُ الصُوَرْ
ثَبَاتُكِ عِنْدَ وُقُوعِ القَدر
بِعَزمٍ كَسَانِيْ يا مَلْجَاَ أَمَانِيْ يا بَأَّسَ جَنَانِي في وقتِ الخَطَر