اشراقات أدبية

نَسَبُ العربية

بحث: عبد الرحمن نجم

العربية تنتمي إلى الأسرة السامية التي تندرج في الأسرة “السامية- الحامية”.
والعربية الفُصْحى -عربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم- ليست أقدم أطوار اللغة العربية؛ فكشوف النقوش في وسط الجزيرة العربية وشمالها والصحراء السورية المتاخمة لها، التي بدأت قبل القرن العشرين بيسيير، قد أزاحت النقاب عن ثلاث طوائف متشابهة من النقوش المحفورة في الصخور، خطوطها قريبة الصلة بخط النقوش العربية الجنوبية القديمة من سبئية ومعينية، ولكن لهجتها شديدة القرب من العربية الفصحى، وهذه الطوائف هي: النقوش الثمودية، والنقوش اللِّحيانية، والنقوش الصفوية.
وهذه أقدم آثار اللغة العربية السابقة للعربية الفصحى، وهذه الثلاث هي أسلاف العربية الفصحى.

العربية أصْغَرُ أخواتها السامية
العربية من أحدث اللغات السامية آداباً، إذا ما أخذنا بعين الحُسْبان أن أخواتها في الأسرة السامية أسَنُّ منها كما الآتي:
– البابلية والأشورية من عام 3000 ق.م إلى 500 ق.م
– العبرانية من عام 1500 ق.م
– الحميرية من عام 800 ق.م
– الآرامية من عام 800 ق.م
– الفنيقية من عام 700 ق.م
– الحبشية من عام 350 ب.م
– العربية من عام 500 ب.م
ومع حداثة الآداب العربية فإن العربية أقرب إلى الأصل السامي من سواها، كما أن عرب الجزيرة أقرب إلى الدم الأصلي من سواهم، ولقد انقرض أكثر الأمم السامية ولم يتركوا لنا من آدابهم إلا آثاراً قليلة، أما العرب فلا تزال لغتهم حية واسعة وآثارهم كثيرة.
ويَدُلك على ذلك أن العرب مع ضياع مُلْكهم في القرون الوسطى، وذهاب عِزِّهم إلى الدول الأعجمية بقوا محافظين على لغتهم، مَكَّنهم من ذلك تمسكهم الشديد بالقرآن، وعَدُّهم لغته لغةً مقدسةً، بها يجب أن يتمسكوا، وعلى تقاليدها يجب أن يُحافظوا.
ولم تكن قبائل العرب تتبِّع في نُطق العربية مَذْهباً واحداً، على أن لسان قريش غَلَبَ على جميع الألسنة العربية؛ إذ به نزل القرآن، وأهله أصحاب التجارة وحراس الكعبة، فصار له ميزة خاصة لا يُنازعه فيهاة مُنازع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى