تدويناتشرعي

الصيام والتغيير المنشود..


ثمة مظاهر كثيرة تتجلى في رمضان الخير فعامة الناس يصومون ويزداد قربهم من كتاب الله وتعمر بيوت الله على نحو غير مسبوق. الا ان هذه الصورة الباعثة للامل سرعان ما تتلاشى مع بزوغ فجر شهر شوال الى قدوم رمضان في العام المقبل وهكذا. وكأن شيئا لم يكن على صعيد السلوك الفردي او الجماعي .

وهذا لا شك يثير جمله من الاسباب ولعل اهمها غياب مقاصد العبادات والتي جاء الحديث عنها في القرآن الكريم اكثر من الحديث عن تفاصيلها وأحكامها. وهذا يشير ان الفرق واضح بين من يعتبر ان الصيام امتناع عن سائر المفطرات وبين من يتعلق بالغاية من الصيام ( لعلكم تتقون) إن من استحضر هذه المعاني وبذل في تغيير ما في النفس لبلوغ درجة التقوى فقد حقق الهدف من مشروعية الصيام. وهذا يقودنا الى المعضلة التي فشت بين المسلمين الان.

وهي التعلق بمظاهر الاشياء لا مقاصدها ومعانيها فلقد اصبح التعلق بالشكليات مرض العصر حتى انتقل الامر الى السلوك والعادات.

وما كانت العبادات في الاصل الا لعلة التقوى اي التغيير نحو الافضل سلوكا واعتقادا فحاجتنا للعبادة في مقابل غنى الله عنها يصحح مساراتنا ويؤكد ذلك المعنى الجلي في ان العبادات ليست تلك الصورة الخاليه من الروح غير المؤثرة في دروب الحياة.

ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلك المرأة التي تصلي وتصوم وتتصدق لكنها تؤذي جيرانها …ليقول النبي صلى الله عليه وسلم في حقها هي في النار.

ولا غرابة في ذلك وقد تحولت العبادة الى عادة وانفصلت العبادة في ثمارها عن الواقع. يأتي رمضان كل عام ليؤكد هذه المعاني العظيمه فهل من متبصر.

قال تعالى:(لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى