يَا لهُ منْ فاشلٍ!!

أتحدّثُ عنْ ذاكَ الّذي كُلّما ذُكِرَ، كنتَ سليطَ اللسانِ، تهزأُ بهِ ، و تُقلّل منْ شأنِه ، و منْ شأنِ صنيعِه ، ذاكَ الّذي تعثّر مرّاتٍ بينَما كانَ يبحثُ عنْ طريقٍ للنّجاح ، كثيراً ما سقطَ بعدَ تسلّقِه السلّم ، و لستُ أنا أعلَم منْكَ بحجمِ الأوحالِ الّتي تلطّخ بهَا ، فهُو قدْ تكبّد العناءَ ، ثمّ لمْ يجنِ سوى العدِيد منَ العثراتِ و الفشلِ .
حقاً ؟!
يا مِسكين ، لقدْ فشلتَ و نجح !
فبينمَا كنتَ منشغلاً فِي الحديثِ عنْ فشلِه ، كانَ يُحاولُ مراراً ، و في كُلّ محاولةٍ خبرَة جديدة ، و معَ كُلّ سقطَة منظورُ تفكيرٍ مُغاير ، كانَتْ ثيابُه ملوّثة بالطينِ ، لكنّ عقلَهُ باتَ أنقَى ، و تكبّد العناءَ بلا شكٍّ ، لكنّه كانَ متلذّذاً ، و قدْ كابَد اللّيلَ الطّويلَ ، لكنّه استمتعَ بمذاقِ بصيص النّور يشُقّ الظّلام .
لقدْ فشلَ في نظرِك ، لأنّك ما زلتَ في المرتبَة الدُنيا ، لمْ تُبصرْ بعدُ ماهيّة النّجاح ، لأنّك لوْ أبصرْتَ لعلمتَ أنّ حصرَ النّجاحِ في تحقيقِ الهدفِ المنشُود ليسَ صواباً ، فكثيراً ما نفشلُ و نفشلُ ، ثمّ نحصُد علماً ، و ننالُ شرفاً و رفعَة ، و نزدادُ إدراكاً و فهماً ، ثمّ تأتِي لنَا عُثرةٌ تكونُ مفتاحَاً لنجاحٍ عظيم لمْ نكُنْ يوماً نتوقّعه .
دعْنِي قبلَ الختامِ أخبرْك بشيءٍ ..
و تماشياً مع قصُورِ إدراكِك ، سأفترضُ أنّ هذا ” الفاشلَ ” حصدَ قليلاً ..
ماذا عنكَ ؟!
ماذا حصدتَ ؟!
أُسْدِلَ الستارُ !