عقدة النجاح

في الدقائق الاخيرة، قبل إعلان النتائج ، تتسارع النبضات ، وتتهافت الدعوات، ويزيد الشوق لنجاح، ففرحت الأم والأب في هذا الوقت لا يساويها إي شيء، وفي حال اعلان النتيجة تتدفق الدموع وتتسارع التهاني والتبريكات، ولكن !! ماذا لو كانت هذه النتيجة مخيبة للأحلام والآمال!
وكان الرسوب هو سيد الموقف! فالحلم الذي كان توقف؟ وانتظار الأم قد غاب؟ ودمعات الحزن قد سادت ! فهل انتهت الحياة؟ أم توقف الحلم؟
ردود الفعل جراء الإخفاق في التوجيهي التي تباينت ما بين الإحباط واستياء واكتئاب، سببه أن التوجيهي اصبح الفصل في منظار المجتمع، فالإخفاق في امتحان التوجيهي ليس بالضرورة مؤشر على الفشل في بقية حياة الطالب.
فالنظرة الاجتماعية لطالب التوجيهي هي التي تغذي عقدة في نفوس الناس، فكثير من الناس حققوا نجاحات باهرة ومع ذلك ظلت هذه العقدة تغذي في نفوسهم بالنقص، لا لسبب إلا لأنهم لم يحصلوا على شهادة التوجيهي.
لا ننكر أن الاخفاق قاسي، وخاصة على الطالب نفسه وعائلته، خصوصاً أن شهادة التوجيهي معيار مجتمعي مهم، فكثير من الطلاب الذين لم يحالفهم النجاح في هذه المرحلة عادوا ليكملوا وحصلوا على درجات عالية ، واليوم هم من الأوائل في كلياتهم الجامعية، فالرسوب يكون دافع قوي لبعض الطلاب لتخطي العديد من العقابات والوصول لنجاح، وهنا وجب التركيز على الطالب والأهل على أهمية إكمال المواد الغير ناجح بها، حتى يلتحق بالجامعة ويكون من الناجحين، فالإصرار على النجاح في هذا الوقت من أهم الدروس التي سيتعلمها .
ونأكد أن النجاح في الحياة لا يتوقف على اجتياز هذه المرحلة فقط ، ولا حتى من أول مرة، رغم أهميتها في حياة طالب العلم، لكن الصدق مع النفس هو الأهم، إذ إن ميول الطالب قد تتجه إلى غير الدراسة، فإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الصراحة بين الأهل والأبناء، وتحديد الاتجاه الذي سينجح به ، فالنجاح الحقيقي يكمن في إبراز قدرة الطالب في النجاح في الحياة العملية والخيار الذي اختاره، وخاصة أن الطالب عبارة عن ” ميول ومهارات شخصية” ، ولا يعني أنه لا يحاول في تقديم هذه المرحلة المهمة وإعادة الكرة في الدراسة مرات عدة.